المقال الاول
حَيْـضٌ ........ و أجــر
مقلات دينية متنوعة
الركن الإسلامي
حبيباتى :
الحيض أمـرٌ كتبه الله تعالى على بنات آدم ،،، و قد رضينا به ،،،
و كيف لا نرضى بأمـر الله تعالى ، و إنْ شقَّ علينا ...؟!
و الحيض يُسَمَّى أيضاً : الطَّمْث ، و العادة الشهرية ، و الدورة الشهرية .
فـ هو يأتى عادةً مرة كل شهر ، و يكون مصحوباً بالآمٍ و تقلصاتٍ فى
الرَّحِم عند أغلب النساء .
و هذه الآلام تختلف من امرأةٍ لأخرى ،،
فقد تكونُ بسيطةً عند البعض ، و شديدةً عند البعض الآخر .
و قد تستمر هذه الآلام عند بعض النساء لساعاتٍ قلائل ، و تظل عند البعض
الآخر يوماً كاملاً أو يومين ،، لكنها مع ذلك قد تأتى لبضع دقائق ثم تختفى
أثناء وجودها .
و بصبرك - أختى - على هذه الآلام و التقلصات المصاحبة للدورة
تنالين الأجر . فقد قال النبى صلى الله عليه و سلم :
(( ما يُصيب المسلم من نَصَبٍ و لا وَصَبٍ {مرض} و لا هَمٍّ و لا حُزنٍ
و لا أذىً و لا غَمٍّ حتى الشوكة يُشاكها إلا كَفَّرَ اللهُ بها من خطاياه ))
[متفقٌ عليه] .
فإذا كانت الشوكة التى يُشاكها المرءُ تكونُ سبباً فى تكفير خطاياه ،،
فما بالك - أختى - بهذه الآلام ...!!
فـ اصبرى و تحملى ، و لا تلجأى للمُسكِّنات ، فأضرارها كثيرة منها :
أنه مع كثرة استخدامها قد تُسبب قُرحةً فى الرحم .
كما أنكِ بتعـودكِ عليها يأخـذ جسمُك مناعةً منها ، فلا يُصبح لها تأثير .
كما أنها من اسمها " مُسَكِّنات " : أىِّ أنها تُسَكِّن الألم مُدَّةً مُعينة من الوقت ،
ثم يعود مرةً أخرى ، و بذلك قد تضطرين لأخذ أكثر من حَبَّةٍ فى اليوم .
فابتعـدى عن المُسَكِّنات بأنواعها حُبوباً و حُقناً .
فصحتك أمانةٌ لا بد لكِ من المحافظة عليها .
و اعلمى أنكِ لستِ الوحيدة التى يُصيبكِ هذا الأمر ، بل يُصيبُ بنات
جِنسك أيضاً .
فعليكِ بالصبر و الدعاء.
ادعى الله عَزَّ و جَلّ أن يُخَفِّفَ آلامك .
و من الأدعية التى يُمكنكِ التوجه بها لله جَلَّ و عَلا ما يلى :
ضعى يدك على الموضع الذى يؤلمكِ من جسدك و قولى :
بسم الله (ثلاثاً) ، أعوذُ بعزة الله و قدرته من شر ما أجدُ و أحاذر (سبع مرات)
[رواه مسلم] .
اللهم رَبَّ الناس ، أذهِب الباس ، و اشفِ أنت الشافى ، لا شفاء إلا شفاؤك ،
شِفاءً لا يُغادرُ سَقَمَاً . [متفقٌ عليه] .
و يمكنكِ أيضاً أن تقولى مثلاً :
اللهم خَفِّف عَنِّى الألم .
و اختارى من الدعاء ما شِئتِ .
و أخـيراً :
أُذَكِّرُكِ مَرَّةً أخرى بالصبر و التحمل ، و احتساب الأجر عند الله جَلَّ و عَلا .
بقلمى الساعية إلى الجنة ،،
المقال الثاني
كَالْبَلْسَـمِ الشَّافِـي
مقلات دينية متنوعة
الركن الإسلامي
قالت : طعمُهُ لذيذ ، كُل مِنه . قال : لا أُحِبُّهُ . فسكتَت قليلاً ، ثُمَّ قالت : سآكُلُه وحدي ؛ كيْ أكبُر ، ولن أترُكَ لَكَ منه شيئًا . فسألَها : هل هذا الصِّنفُ سيجعلُني أكبُر ؟
فقال : لا تأكلي معي ، سآكُلُهُ أنا . وبدأ يأكُلُ منه .
ثُمَّ وقف ، وقال : لقد كبِرتُ ، انظري . فشجَّعته ، وقالت له : ما شاء الله ، أكلتَ هذا الصِّنفَ من الطعام ، فكبِرت ، أكمِله كيْ تكبُرَ أكثر ، فأَحَبَّهُ ، وصار يأكُلُ مِنه .
وهـذا يرى حفيدَه يُشاغِبُ ، ويَصرخُ ، ويكسِرُ الأشياءَ في البيت ، فيغضبُ ويرفعُ صوتَه عليه ، بل ويكادُ يضربُه ، فيزدادُ الطفلُ في المُشاغَبَة ، ثُمَّ يُغيِّرُ الجَدُّ مِن لَهجتِهِ ، ويُنادي حفيدَه بكلماتٍ طيبة : يا محمد ، يا حبيبي ، يا قمر ، افعل كذا ، فيسمعُ له الطفلُ ويستجيب .
وهـذه في العاشرةِ مِن عُمُرها تقول : أنظرُ إليها مُبتسمةً ، فلا تبتسِمُ ، وتَعبَسُ في وجهي .
وأُخرى تقول : أُلاطِفُها ، وأُعطيها البسكويتَ والحَلوى ، فتُحِبُّ المسجدَ ، وتأتي لتحفظَ القُرآن .
وتقول : لِمُجَرَّدِ أنْ نصحتُها ، وبيَّنتُ لها حُكمًا مُعينًا ، عَبَسَت في وجهي ، وقَطَعَت عِلاقتَها بي ، وحذفَت بريدي ، ورقم جوَّالي ، رغم أنِّي نصحتُها بلُطفٍ ولين ، ولم أجرحها بكلمة .
الكلمةُ الطيبةُ كالبَلْسَم الشَّافي ، إذا وقعت على الجُرج ساعَدت على شِفائه ، وعلى سُرعةِ التئامِهِ .
الكلمةُ الطيبةُ لها مفعولٌ عجيب ، فأثرُها يدومُ على مَرِّ الأيام .
كم مِن كلمةٍ طيبةٍ أسعدت أُناسًا ، ورَسَمَت على شِفاهِهم البسمة ، رغم ما يُعانون مِن آلام ، وما يجدون مِن مَشاقّ ومصاعِب .
وكم مِن كلمةٍ طيبةٍ كانت سببًا في نجاح أشخاصٍ في حياتِهم الزوجية أو الاجتماعية أو العمليَّة .
وكم مِن كلمةٍ طيبةٍ كانت سببًا في استقامةِ أشخاصٍ على طريق الطاعة والالتزام .
وكم مِن كلمةٍ طيبةٍ أفرحت طِفلاً ، فحَفِظَها وعَمِلَ بها ، فسَعِدَ في حياتِه .
كم مِن إنجازاتٍ تحقَّقت بكلمةٍ طيبة . وكم مِن مُشكلاتٍ حُلَّت بكلمةٍ طيبة . وكم مِن خِلافاتٍ تلاشت بكلمةٍ طيبة . وكم مِن نجاحاتٍ كانت بسببِ كلمةٍ طيبة . وكم مِن طموحاتٍ زادت وعَلَت بكلمةٍ طيبة .
الكلمةُ الطيبةُ كقطرةِ النَّدَى حين تقعُ على الزَّهرةِ في الصَّباحِ ، فتُعطيها رَوْنقًا وجَمالاً .
الكلمةُ الطيبةُ ككأسِ الماءِ حين يشربُه العَطِش ، فيرتوي .
الكلمةُ الطيبةُ كالماءِ حين ينزِلُ على الأرضِ القاحِلَةِ ، فيُحَوِّلُها لمُروجٍ خضراء ، وأشجار وارِفة ، وثِمَار يانِعة .
الكلمةُ الطيبةُ كالعسلِ في حلاوتِهِ ، وكالرَّيْحانةِ في رائحتِها ، وكالحريرِ في مَلْمَسِهِ .
( والكلمةُ الطيبةُ صَدَقَة ) مُتَّفَقٌ عليه .
ولو صاحَبَت تلكَ الكلمةَ ابتسامةٌ رقيقةٌ ، لازدادت جمالاً وبريقًا .
كم مِن أُناسٍ نراهم لا يبتسِمون ، يَظُنُّونَ الحياةَ لا مجالَ فيها للضَّحِكِ والمَرَح . وكم مِن أُناسٍ مُحِيَت مِن قوامِيسِهم الكلمةُ الطيبة ، فلا ترى الواحِدَ منهم إلَّا شاتِمًا سابًّا مُستهزِئًا نمَّامًا مُغتابًا كذَّابًا . إذا ابتسمتَ في وجهِهِ عَبَس ، وإذا عَبَستَ غَضِب ، وإذا مازحتَه استثقلَكَ ، وإذا تودَّدتَ إليه نَفَرَ مِنك ، وإذا أحسنتَ الكلامَ معه لم يتأثَّر ، واستمَرَّ في مُعاملتِهِ السيئة .
وكثيرٌ مِنَّا – للأسفِ – يَحكُمُ على الآخَرينَ بمُجرَّدِ النظرِ إليهم مِن بعيد دُونَ الاقترابِ منهم ، أو معرفةِ شئٍ عنهم ، أو مِن مُجرَّدِ السَّماعِ مِن هُنا وهُناك .
والحقيقةُ أنَّه لِكَيْ تحكُمَ على شخصٍ ، لا بُدَّ أن تُعاشِرَه ، وأن تقتربَ منه ، وتتحدَّثَ معه ، وتستمعَ إليه ، وتُحاورَه ، وليس مُجرَّد النظر فقط .
فكم مِن أُناسٍ كُنَّا نسمعُ عنهم كلامًا سيئًا ، وعندما اقتربنا منهم ، وجدناهم على العكسِ مِن ذلك .
وقد يختلفُ الحُكمُ مِن شخصٍ لآخَر ، لكنْ علينا ألَّا نظلِمَ الآخَرين ، وألَّا نحُكمَ عليهم دُونَ سابِقِ معرفةٍ بهم .
ولنكُن مُبتسمين في وجوه الجميع ، ناطقين بالكلماتِ الطيبةِ الرقيقةِ الحَاثَّةِ على الخير .
قد تُوجَدُ عندنا الهُمومُ والآلامُ والأحزانُ والمصاعِبُ ، لكنَّ الشخصَ الفَطِن مَن لا يُظهِرُ ذلك لِمَن حولَه ، ويُعاملهم بصورةٍ طبيعية ، فلا يَعبَس في وجوهِهم ، ولا يُسيءُ الظَّنَّ بهم ، ولا يتكلَّمُ بكلماتٍ سيئةِ في حَقِّهِم . هو مَن يتصدَّقُ باليسير ، بكلمةٍ طيبة ، وقد قال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( تبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ لَكَ صَدَقَة ) صحيح الجامِع .
فلنحرِص – أخواتي – على أن تكونَ كلماتُنا طيبةً ، مصحوبةً بابتسامةٍ رقيقةٍ ، ولنحتسِب الأجرَ في ذلك ، ولنعلم أنَّه لن يبقى لنا في هذه الدنيا إلَّا الكلمةُ الطيبةُ والعملُ الصالِح .
وليعذُرنا الآخَرونَ إنْ أخطأنا أو نسينا ، فكُلُّ البَشَرِ يُخطِئُ ، وليس هذا عيبًا ، لكنْ العَيْب هو التَّمادي في الخطأ وتبريرُه ، وعدمُ قبولِ الحَقِّ ورَدُّه .
وأخيـرًا أُذَكِّرُ بقولِ اللهِ جلَّ وعَلا : ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) النور/22 . بلَى ، كُلُّنا نُحِبُّ المغفرةَ والعفوَ مِن رَبِّنا سُبحانه وتعالى . إذًا ، فلنعفُوا عن غيرنا ، ولنُصافِح ، ولنُسامِح ، عسى أن ننالَ هذا الفضلَ العظيمَ مِن اللهِ عَزَّ وجَلَّ .
/ كلماتٌ شرَّقَت وغَرَّبَت / الساعية إلى الجنة
المقال الثالث
أُحب الشتاء ..
مقلات دينية متنوعة
الركن الإسلامي
أحب الشتاء وأشعر بالسعادة عند قدومه ..
أحب الشتاء وكم أشتاق إليه فى وسط لهيب الشمس ..
أحب الشتاء وأرى فيه الخير ، أرى فيها القرب من الرحمن .. أراها يذكرنى بالنار وشدتها ..
أحب الشتاء حيث أرى فيها الوقت الطويل لأنجز ما أريد من قراءة وكتابة ..
أحب الشتاء حيث اقترب فيها من ربى فهى ربيع المؤمن كما ورد ..
_____________________
كله خير ..
يقول فضيلة الأستاذ عبد الرحمن سعد - صحفي مصري في جريدة الأهرام :- ( ليس من المبالغة أن يُقال إن فصل الشتاء كله خير.. ويكفي أن برده وصقيعه يذكران بزمهرير جهنم ، بل إن طينه وترابه الذي يذوب ويرخو بفعل مياه الأمطار المنهمرة فيه لمما يوجه دعوة إلى ذلك الكائن الضعيف المخلوق من هذا الطين ( الإنسان ) بأن يرق قلبه، وتلين جوارحه لذكر ربه. قال تعالى :- ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) سورة الحديد:16 ..
____________________
ربيع المؤمن ..
وقد أخرج لنا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال :- ( الشتاء ربيع المؤمن ) وأخرجه البيهقي رحمه الله وغيره وزاد فيه :- ( طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه ) ..
ويقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله :- ( إنما كان الشتاء ربيع المؤمن ؛ لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات ، ويسرح في ميادين العبادات ، ويتنزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه ، كما البهائم في مرعى الربيع فتسمن وتصلح أجسادها ، فكذلك يصلح دين المؤمن في الشتاء بما يسر الله فيه من الطاعات ، فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش ، فإن نهاره قصير بارد، فلا يحس فيه بمشقة الصيام ) كتاب لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
________________
الغنيمة الباردة ..
كتب الدكتور محمد الرمانى - عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الوقفة الثانية :- ( والشتاء هو الغنيمة الباردة :- ففي المسند وعند الترمذي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( الصيام في الشتاء الغنيمة الباردة ) .. وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول :- ألا أدلكم على الغنيمة الباردة. قالوا بلى. فيقول الصيام في الشتاء. ومعنى كونها غنيمة باردة، أنها غنيمة حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة، فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوا صفوا بغير كلفة.
وأما قيام ليل الشتاء فلطوله يمكن أن تأخذ النفس حظها من النوم ثم تقوم بعد ذلك إلى الصلاة فيقرأ المصلي ورده كله من القرآن وقد أخذت نفسه حظها من النوم فيجتمع له فيه نومه المحتاج إليه مع إدراك ورده من القرآن، فيكمل له مصلحة دينه وراحة بدنه.
يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :- مرحباً بالشتاء تنزل فيه البركة ، ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام. وعن الحسن البصري رحمه الله قال :- نعم زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه. وعن عبيد بن عمير رحمه الله أنه كان إذا جاء الشتاء قال :- يا أهل القرآن طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا، قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف.
ولهذا بكى معاذ رضي الله عنه عند موته وقال :- إنما أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حِلَق الذكر. وذلك بخلاف ليل الصيف فإنه لقصره وحره يغلب النوم فيه، فلا تكاد تأخذ النفس حظها بدون نومه كله، فيحتاج القيام فيه إلى مجاهدة وقد لا يتمكن فيه لقصره من الفراغ من ورده من القرآن ) ..
_____________________
النار وزمهريرها ..
ففى هذه الليالى شديدة البرد أجدنى أتذكر النار .. فيلهج اللسانى بالإستعاذة من النار وزمهريرها .. فكما علمنا سلفنا الصالح أن نربط ما نراه فى دنيانا بآخرتنا .. فذكر الآخرة يزيد المرء إيماناً على إيمانه .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب. أكل بعضي بعضاً فجعل لها نفسين ؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها ) متفق عليه .. فتذكر أيها الحبيب شدة زمهرير جهنم بشدة البرد القارس في الدنيا ، يقول أحد الزهاد :- ( ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر ).
_____________________
فلا تنسَ الفقراء أيها الكريم ..
وهنا يقول فضيلة الأستاذ عبد الرحمن سعد - صحفي مصري في جريدة الأهرام :- لا شك أن إيثار الفقراء في الشتاء بما يدفع عنهم غائلة البرد خلال ذلك الفصل له فضل عظيم، وأجر كبير.. فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال :- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- ( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ) متفق عليه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :- ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) متفق عليه
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :- ( يُحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط، وأجوع ما كانوا قط ، وأظمأ ما كانوا قط ، فمن كسا لله عز وجل كساه الله ، ومن أطعم لله أطعمه الله ، ومن سقا لله سقاه الله ، ومن عفا لله عفا الله عنه ) رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الأهوال" ص/ 232 ..
المقال الرابع
الاحتفال بيوم الحب
مقلات دينية متنوعة
الركن الإسلامي
ويرسم عليها قلوب ، وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم . فما هو رأيكم :
أولا : الاحتفال بهذا اليوم ؟
ثانيا : الشراء من المحلات في هذا اليوم ؟
ثالثا : بيع أصحاب المحلات (غير المحتفلة) لمن يحتفل ببعض ما يهدى في هذا اليوم ؟
وجزاكم الله خيرا .
ج: دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة ، وعلى ذلك أجمع سلف الأمة أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط ، هما : عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما عداهما من الأعياد ، سواء كانت متعلقة بشخص أو جماعة أو حدث أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة
لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء ؛ لأن ذلك من تعدي حدود الله ، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ، وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم ؛ لأن في ذلك تشبها بهم ونوع موالاة لهم ،
وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من تشبه بقوم فهو منهم من تشبه بقوم فهو منهم .
وعيد الحب هو من جنس ما ذُكر ؛ لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية ، فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ به ، بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ولرسوله وبعدا عن أسباب سخط الله وعقوبته ،
كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكل أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك ؛ لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله ورسوله ، والله جل وعلا يقول : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لا سيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد ، وعليه أن يكون فطنا حذرا من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقارا ، ولا يرفعون بالإسلام رأسا ، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها ، فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
0 التعليقات :
إرسال تعليق